کد مطلب:71006 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:715

کلمة الناشر











ان الظروف العصیبة التی تمر بالعالم..

والمشكلات الكبیرة التی تعیشها الأمة الإسلامیة..

والمعاناة السیاسیة والاجتماعیة التی نقاسیها بمضض..

وفوق ذلك كله الأزمات الروحیة والأخلاقیة التی یئن من وطأتها العالم أجمع..

والحاجة الماسة إلی نشر وبیان مفاهیم الإسلام ومبادئه الإنسانیة العمیقة التی تلازم الإنسان فی كل شؤونه وجزئیات حیاته وتتدخل مباشرة فی حل جمیع أزماته ومشكلاته فی الحریة والأمن والسلام وفی كل جوانب الحیاة..

والتعطش الشدید إلی إعادة الروح الإسلامیة الأصیلة إلی الحیاة، وبلورة الثقافة الدینیة الحیّة، وبث الوعی الفكری والسیاسی فی أبناء الإسلام كی یتمكنوا من رسم خریطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العیون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجیهیة القیمة التی ألقاها سماحة المرجع الدینی الأعلی آیة الله العظمی السید محمد الحسینی الشیرازی (قدس سره الشریف) فی ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحیاة الفردیة والاجتماعیة، وقمنا بطباعتها مساهمة منا فی نشر الوعی الإسلامی، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدی والأخلاقی لأبناء المسلمین من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجید..

وذلك انطلاقاً من الوحی الإلهی القائل:

[لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَلِیُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ][1] .

الذی هو أصل عقلائی عام یرشدنا إلی وجوب التفقه فی الدین وإنذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلی العالم فی معرفة أحكامه فی كل مواقفه وشؤونه..

كما هو تطبیق عملی وسلوكی للآیة الكریمة:

فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِینَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ[2] .

إن مؤلفات سماحة آیة الله العظمی السید محمد الحسینی الشیرازی (قدس سره الشریف) تتسم بـ:

أولاً: التنوّع والشمولیة لأهم أبعاد الإنسان والحیاة لكونها إنعكاساً لشمولیة الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة فی شتی علوم الإسلام المختلفة، بدءاً من موسوعة الفقه التی تجاوزت ـ حتی الآن ـ المائة والخمسین مجلداً، حیث تعد إلی الیوم أكبر موسوعة علمیة استدلالیة فقهیة مروراً بعلوم الحدیث والتفسیر والكلام والأصول والسیاسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحدیثة الأخری.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغیرة التی تتناول مختلف المواضیع والتی قد تتجاوز بمجموعها الـ(1500) مؤلفاً.

ثانیاً: الأصالة حیث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منهما الرؤی والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذریة والعملیة لمشاكل الأمة الإسلامیة ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمیة رصینة فی كتاباته لذوی الاختصاص كـ(الأصول) و(القانون) و(البیع) وغیرها، وبلغة واضحة یفهمها الجمیع فی كتاباته الجماهیریة وبشواهد من مواقع الحیاة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولیة كبیرة فی نشر مفاهیم الإسلام الأصیلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القیمة من المحاضرات الإسلامیة لسماحة المرجع الراحل والتی تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته فی فترة زمنیة قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن فی العراق والكویت وإیران..

وهذا الكتاب الذی بین یدیك (عید الغدیر أعظم الأعیاد فی الإسلام) كان فی الأصل محاضرة ألقاها سماحته بمناسبة أعظم الأعیاد وقد بین فیها أهمیة هذا الحدث للدین الحنیف بل وضرورته فی إكمال الرسالة وهو بمثابة التنصیب الرسمی والعلنی لخلافة الرسول الأعظم، وقد أورد سماحة الإمام الراحل (قده) بعض الأدلة من الآیات والروایات الخاصة بهذه المناسبة وما سبق وما تلاها.

ولتعمیم الفائدة قمنا بإدراج ملحق آخر الكتاب أخذناه من كتاب الإمام الراحل (ولأول مرة فی التاریخ).

نرجو من المولی العلی القدیر أن یوفقنا لإعداد ونشر ما یتواجد منها، وأملاً بالسعی من أجل تحصیل المفقود منها وإخراجه إلی النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامیة كاملة ومختصرة تنقل إلی الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضایا الاجتماعیة والسیاسیة الحیویة بأسلوب واضح وبسیط.. إنه سمیع مجیب.

مؤسسة المجتبی للتحقیق والنشر

بیروت لبنان ص ب 6080 / 13 شوران







    1. سورة التوبة: 122.
    2. سورة الزمر: 17-18.